Tuesday, March 24, 2009

سقف الطموحات و نفسية الناخب

أحضر هذه الأيام دورة "الظهور الإعلامي المتميز" للدكتورين جاسم المطوع و زهير المزيدي، دورة لا أستطيع أن أصفها إلا بجملة واحدة "توسعة مدارك و بشكل مميز".

عند نقاشي مع بعض الزملاء في الدورة أثناء الاستراحة، يتبين لي أن البعض قد خاب ظنه بمحتوى الدورة و خصوصا أيام الدكتور زهير المزيدي، حيث أن الدورة مدتها 4 أيام مقسمة على الدكتورين بالتساوي، البعض يقول أنه شارك من أجل الدكتور جاسم المطوع لأن محاور أيامه تختلف عن المحاور التي قدمها الدكتور المزيدي في يوميه، و قد أكد لي أحد الأصدقاء أن هدفه من هذه الدورة تعلم كتابة السيناريو و إعداد البرا مج غير أن الدكتور المزيدي ركز على جوانب أخرى أكثر من ذلك لأن محاوره مختلفة لكنها في نفس الوقت مكملة و ضرورية و لكن من الصعب أحيانا إرضاء جميع الأذواق و هذا ما لاحظته من كلامه.

لأكون صريحا معكم .. لم يكن يدور في خُلدي هدف شبيه بأهداف الزملاء - الظهور الإعلامي عن طريق برنامج تلفزيوني خاص - بينما كنت أفكر فقط بكيفية ربط موهبة التصوير الفوتوغرافي - بخيط واحد مع الإعلام و أخذ فكرة أو نبذة عن الإعداد البرامجي و كتابة السيناريوهات لا أكثر و لا أقل .. بمعنى آخر .. حافظت على سقف توقعات منخفض لكي لا أصاب بداء الاحباط كما أُصيب به بعض الزملاء الذين توقعوا المستوى الضمني للدورة "واااااااااااو" و أتوقع أن آمالهم - إن كان سقف توقعاتهم يناطح السحاب - قد انسحقت تحت وطئة هذه الحماسة الزائدة.

أرجو أن لا يُفهم كلامي بأنه انتقاص من دور المحاضرين الفاضلَين، لكن كنت أريد إيصال رسالة للبعض مضمونها مراعاة الزمان والمكان المرتبطَين بدورة كهذه و أنه من غير المعقول توقع اتقان اللعبة الإعلامية بدورة مدتها 4 أيام في حين أن كتابة السيناريوهات و إعداد البرامج تُدَرس في جامعات و معاهد خاصة على فترات طويلة و كورسات و قليل من يتميز بعد حصوله على شهادة معتمدة.

في واقع أشمل و أوسع من جو دورة تدريبية في قاعة صغيرة في أحد الفنادق، نأتي إلى جو الانتخابات الذي ألقى بظلاله على البلاد منذ أن حل سمو الأمير مجلس الأمة قبل أيام، ، فنلاحظ بأن تفكير الناخبين يختلف باختلاف توجهاتهم و أعمارهم و أصولهم و حتى دوائرهم الانتخابية، وعليه يعتمد ارتفاع أو انخفاض سقف توقعات الناخبين و بالتالي سيؤثر على نفسياتهم سلبا أو إيجابا - تناسب طردي- بأداء المرشح الذي سيحالفه الحظ في الانتخابات البرلمانية.

أود أن أختم برأيي المتواضع في هذه المسألة، و حيث أني جربت هذه المعادلة في دورة تدريبية فمن الممكن أن أجربها على واقعنا الانتخابي و قد يستفيد منها الناخبين و تكون هي المصل الواقي من الاحباط الذي يعيشه معظم الشعب بسبب الواقع السياسي المتأزم، و خلاصة القول يمكن إيجازها بضرورة الابقاء على سقف توقعات منخفض جدا - كما هو موضح بالشكل الذي طرأ على بالي للتو - و بالتالي لن يفاجأ و يُحبط الناخب من أداء المجلس ما دام قد رسم خط توقعاته المنخفض بيده و سيستمر الناخب بالعيش مرتاح البال لأنه لم يكن يتوقع شيئا يذكر من المجلس.




و في حالة صعود الأداء البرلماني - في الشكل التالي - بسبب أو بآخر و تعدى هذا الأداء سقف التوقعات المنخفض للناخب و لو بشعرة - بالمشمش- ، ستتحول نفسية الناخب تلقائيا إلى الاطمئنان و السرور و لشاهدت الجموع تنزل الشوارع تهتف للنواب و تصفق لهم !!




لكي لا أجحف حق الدكتورين الفاضلين مقدمي دورة الظهور الإعلامي المتميز، فإن الشكل البياني الذي ينطبق على حالتي هو الشكل الثاني مع المحافظة على سقف توقعات عند 50% تقريبا.


Thursday, March 19, 2009

!! مركبنا مُش سَماري




توطئة


أحمد الله بأن تعاملي مع الناس بمختلف جنسياتهم تعامل جيد .. في الدوام .. عندنا سكرتير مصري جديد .. و باين عليه خوش ولد .. و بعد السوالف معاه تبين انه ما صار له فترة طويلة بالكويت .. أقل من خمس سنين .. و احتمال كبير انه ما عاشر كويتي خلال هالسنوات القصيرة .. فكانت فرصة أن أترك لديه انطباعا بأن أبناء الكويت طيبوا المعشر .. و أعتقد أني نجحت ولله الحمد

أحاول أن أترك انطباعا لدى الجميع بأن الكويتي مو شايف نفسه .. فأضحك مع هذا و أسولف مع ذاك .. حتى حارس مبنى الشركة البسيط .. جلست معاه أسولف و آخذ و أعطي وياه .. لا أمدح نفسي .. لكن شعوري بأن الانسان مهما على شأنه فإنه من الأجدر تذكر الناس البسطاء و كيف هي حياتهم .. و لا يكون هذا إلا بالسؤال عنهم و الجلوس معهم و ممازحتهم إذا اقتضت الحاجة أحيانا لكسب ودهم و تسليتهم.

من المعروف بأن الانسان صورة عن بيئته .. وإذا نظرنا إلى الموضوع بشكل أوسع و أعم .. فسيكون هذا الشخص انعكاسا لبلده.

ما علاقة ما سبق بموضوعنا؟

ملك الغابة .. يعيش مع رعاياه .. يرى و يسمع ما يدور حوله بكل وعي، حيوانات الغابة تدير شئونها اليومية بسلاسة .. و يحدث أن يقوم البعض منهم بإساءة استخدام الحريات المتاحة لهم و التي كفلها ملكهم لهم فيقوم الأخير و يخرج من عرينه مكشرا أنيابه .. ذو زئير تخفق من سماعه أفئدة الوحوش .. لكن من غير نية بطش .. بل بحكمة الملك الذي ساءه منظر الغابة التي انقلبت "سمردحة" .. و ساءه استغلال البعض و استخفافه بقدرة الملك على التدخل لكثرة حلمه و سعة صدره .. متناسين أنه الملك .. و بإمكانه استخدام ما يراه مناسبا لحفظ أمن غابته و ترسية قواعد استقرارها.

قام سمو أمير البلاد حفظه الله ليلة أمس بحل مجلس الأمة حلا دستوريا .. و بعد أن ألقى سموه خطاب الحل و ما تبطنه من ألم دفين و صبر طويل ما لبث أن نفذ حينما رأى سموه أنه من الحكمة التدخل و الحل من أجل الكويت و سلامتها من الخلافات التي عصفت بها و الحفاظ على صورتها أمام العالم.

حَل مجلس الأمة بالأمس .. جاء بعد طول صبر و سعة صدر اتسم بها أميرنا منذ أن أمسك بزمام أمور البلد، فحينما لاعت جبود أهل الكويت منذ فترة ليست بقصيرة من تصرفات السلطة التشريعة و التنفيذية و عدم تعاونهما و ما شاب تلك الفترة من منغصات لاستقرار الوحدة الوطنية، قام صاحب السمو بالخطوة الأخيرة .. "الكي" و تم حل المجلس.

ضربتُ مثال القدوة الحسنة و التواضع و التعامل الراقي في صدر الموضوع لإيماني بأن صورة الممارسات النيابية الخاطئة في الكويت قد انعكست سلبا على صورة الديموقراطية الكويتية العريقة و شوهتها أمام جيراننا من الدول .. و أعلم علم اليقين أن قرار سمو الأمير بحل المجلس قد جاء بعد تفكير عميق و إحساسه بأن صورة الكويت و سمعتها فوق كل اعتبار .. الله يجزيك خير يا بو ناصر على هذه الخطوة.

ماذا بعد الحل؟ رسالة إلى المرشحين

تدخل البلاد اليوم دوامة جديدة .. انتخابات و لوية و عفسة و مقرات و انتخابات و شراء أصوات و حركات قرعة .. الله يستر .. نريد طرحا راقيا .. باعتبار الفترة التي تسبق الانتخابات مدرسة للتربية الوطنية و عرسا ديموقراطيا يفرح به الجميع و يتمناه الكثير ممن حرموه من جيراننا .. فأحسنوا الطرح و أروا الشعب - و العالم أجمع - منكم نُضجا و وعيا و قدرة على الاقناع و دفع الحجة بالحجة و تجنب الصراخ و احترام العقول و حسن استخدام الحريات المتاحة مع الأخذ بعين الاعتبار بأن الديرة مُش مَركَب سَماري - بشد الميم - !

اللهم ولِ أمورنا خيارنا و لا تولها شرارنا

إشاعة:

يُقال بأن بو خرشد بينزل الانتخابات

Friday, March 13, 2009

حكاية وطن


28 Feb 2009 - London

استكمالا لذكريات رحلتي إلى لندن للمشاركة في أوبريت حكاية وطن ..

الساعة 10 صباحا:

وضع اللمسات الأخيرة على الصالة المعدة للاحتفال السنوي بذكرى الاستقلال و التحرير، و تركيب الكاميرات الفيديو لتغطية المهرجان بالكامل.

الساعة 12 ظهرا:

تقديم الفنان محمد المنصور ..
بدأ الحفل بالسلام الوطني و من ثم القرآن الكريم، ثم بكلمة ممثل سمو ولي العهد الشيخ أحمد الفهد الصباح

الساعة 12:45 تقريبا

صعدت المسرح مع زميلي حمود الخضر لأداء الأوبريت الوطني - قصة وطن





كان الحضور بين 150 إلى 200 مشارك ما بين طلبة و طالبات و عائلات كويتية

بعد انتهائنا من فقرتنا جلسنا للاستماع إلى كلمة النائب مرزوق الغانم، و بعد فتح باب الأسئلة للنائب مشينا .. مع العلم أن المهرجان طويل و مقرر انتهاؤه في العاشرة مساءا على ما أذكر

في غيابنا .. نادوا علينا للتكريم و لم نكن موجودين .. خرجنا للغداء و التمشي .. و في عودتنا للفندق كان وقت استراحة غدا و صلاة الظهر و العصر .. فصادفت محمد المنصور في ممر غرفتي .. و أخبرني انه نادان و لم نكن من بين الحضور .. و اعتذرت بالقول أننا لم نكن نتوقع أن يتم التكريم مبكرا، فقال: كل جم فقرة يتم تكريم اللي شاركوا فيهم غلين ما ننتهي من الحفل ..

الساعة 6 مساءا:

الازدحام بات واضحا عند باب القاعة .. كان البابا مغلقا لترتيب المكان لاستيعاب العدد الهائل من الطلبة .. و عرفت سبب الاقبال الكبير حيث ستقام أمسية شعرية يحضرها 2 من شعراء المليون مع مقدم البرنامج الإماراتي ..
أصبح الحضور غير مقتصرا على الطلبة الكويتيين حيث كان حضور الطلبة السعوديين واضحا جدا و بشكل ملفت للنظر ما شاء الله و امتلأت القاعة إلى آخرها و أصبح من المتعذر الحصول على مقعد أو مكان للوقوف.

بعد ان التقيت بكثير من الأصدقاء في لوبي الفندق وقت الحفل، أكد لي الكثير منهم أنه كان بودهم حضور الأوبريت لكن لم يكونوا موجودين أول الحفل و مع ازدياد الطلب على إعادة الأوبريت، فقد قررت إدارة الحفل أن نقوم بأداء الأوبريت مرة أخرى على المسرح ليتسنى لهذا الحضور الكبير أن يشاهده و يستمع له.

و فعلا بعد انتهاء الأمسية الشعرية .. صعدنا المسرح مرة أخرى و كان الحماس أكبر بسبب الحضور الكبير .. و لله الحمد أثنى الجميع على الفقرة و حازت على رضى الجمهور .. ثم تم تكريمنا مرة أخرى مع شعراء المليون

Friday, March 06, 2009

في الطائرة

من غير مقدمات، و من دون إعداد مسبق .. في الطائرة و قبل الهبوط في مطار دبي بساعة تقريبا قادما من لندن .. أخرجت اللابتوب من الخزانة فوق رأسي و فتحت صفحة جديدة لأكتب بعض الذكريات التي سجلتها ذاكرتي خلال الرحلة ..

بعد سالفة بو طلال الله يسلمكم .. وصلنا الفندق بسلام، و في صالة استقبال الفندق الواسعة استقبلنا أحد الموظفين للاستفسار عن توفر الغرفة حيث كانت الساعة التاسعة صباحا .. و فوق ما احنا متليشين و ما نمنا .. لم تكن الغرفة جاهزة بعد لأن الـ Check in لازم يكون الساعة 2 بعد الظهر !!

اتصلنا بأحد مسئولي الاتحاد الوطني لطلبة الكويت هناك فأخبرنا بأن أحد المسئولات ستصل قريبا و ستحل المشكلة، و فعل بعد أن وصلت الأخت مشكورة دعتنا للإقامة بالفندق المجاور Thistle حيث هناك غرفا جاهزة تم حجزها مسبقا لضيوف الحفل.

مشينا إلى الفندق المجاور و ترافقنا الأخت المسئولة، أخذنا مفاتيح الغرفة و استسلمنا للنوم ريثما تجهز الغرفة في الفندق الأصلي.

بعد أن نقلنا أمتعتنا إلى الفندق الأصلي Cumberland نزلنا لاستكشاف المكان و التمتع بجو لندن الجميل في هذا الوقت من السنة، صراحة كنا نبحث عن مطعم .. صاكنا اليوع و مو متخيل شلون يواعا و احنا ماكلين من الكويت إلى لندن مو أقل من 4 وجبات !! بس التعب و ما يسوي !

صمونة شاورما و صحن شاورما بالحمص مع كولا .. يا سلااااام .. الحين يحلى التمشي ..

ما أبالغ لما أقول اني ما حسيت بالغربة من كثر توافد الطلبة الكويتيين للفندق و حول الفندق للمشاركة بالحفل! معارف و أصحاب قدامى ما شفتهم من سنين والله ما أبالغ .. حبسهم عذر الدراسة ..

اتصلت على ولد عمي .. ما يرد .. لم يكن يتوقعني في لندن .. دزيت مسج .. أنا خالد ولد عمك .. على طول اتصل .. هلا بولد عمي .. الحمدلله على السلامة .. ان شاء الله باجر واصل لندن .. نشوفك ..

اليوم الأول عدا وهو يوم الخميس .. يوم الوصول

يوم الجمعة .. زاد عدد الطلبة الكويتيين حتى ظننت أن الفندق محجوز للطلبة فقط ! و في كثير من العوايل الكويتية اللي كانت تسأل عن المهرجان بمجرد رؤية البروشورات و الإعلانات المعلقة في لوبي الفندق.

في هذا اليوم التقيت بصديق من أيام الطفولة .. وهو الآن يحضر لرسالة الدكتوراة .. رحب فينا أيما ترحيب و مع تواجد ولد عمي .. صارت اليمعة أحلى لوجود عامل مشترك يجمعنا .. كلنا عيال منطقة وحدة .. الفنطاس.

صاحبنا ما قصر معانا .. عزمنا على عشاء في مطعم عراقي .. ليش اني كنت مشتهي جلو كباب .. لحد يسأل و يقول ياي لندن و تاكل جلو كباب !!

والله و نروح مطعم منقلة العراقي .. احلوت السوالف على العشاء، كنت متحمس و متشوق فعلا لسماع صاحبي القديم و سوالفه .. لم اره منذ سنة 2005 عندما ذهب للدراسة في انجلترا .. ما أبالغ لما أقول ما شفته نهائيا!

أعجبتني اليمعة و الطلعات الحلوة مع الربع .. فعلا استمتعت في هذا اليوم .. شكرا أحمد و شكرا يوسف .. وجودكم أعطى لهذا اليوم نكهة مميزة.

أكمل لكم السوالف عن يوم المهرجان ان شاء الله في البوست القادم