Sunday, June 21, 2009

1984


لا أذكر أني انجذبت يوماً لرواية مثل رواية 1984، لم تكن رواية بمعنى الرواية العادية بل كانت كنزا من المعلومات المتعلقة بفهم أنظمة الحكم الاستبدادية و القمعية، فمنذ أن ابتدأت بقراءتها و على الرغم من قراءتي المتقطعة لها على مدى أسبوعين لانشغالاتي إلا أن أحداثها تظل مترابطة في ذهني ما إن أُمسك الرواية و أشرع بإكمالها !

كثيرا ما نسمع عن الأنظمة القمعية، لكن هل فكرتم يوما أن تعيشوها لحظة بلحظة !؟ بالنسبة للذين يعيشون بعيدا عن الأنظمة القمعية و الديكتاتورية، تُعد هذه الرواية أمراً لابد من قراءته لفهم طبيعة أنماط العيش الأخرى في البلدان التي ترزح تحت وطأة الظلم و الاستبداد من قبل حزب مجرم أو ديكتاتور متسلط، و من ثم استشعار نعمة الأمن و الحرية.

لا أخفيكم سراً إن قلت أني قد استمتعت بقراءتها إلى آخر صفحة ولم تكن نهايتها متوقعة بالنسبة لي و لن أتحدث عن طبيعة النهاية حتى لا أُشَوش على من يريد قراءتها و أُفقدها لذة التشويق.

لم يكن بمقدوري تصور طبيعة العيش تحت ظل حزب حاكم قمعي و متسلط إلا من خلال الغوص في التجربة الروائية للكاتب جورج أورويل في روايته الرائعة 1984.

شدني فيها بعض الحقائق التي من الممكن إسقاطها على واقعنا، حيث تكلم عن أن حزباً حاكماً ما و هو يمثل الأقلية، يحكم الأغلبية، و وضح تركيبة الحزب بشكل هرمي - ليس مطبوعا في الرواية - وجدته على أحد المواقع

- الأخ الأكبر على رأس الهرم و هو الحاكم المستبد الذي لا يُرى ولكنك تعلم أنه موجود و يراقبك في حركاتك و سكناتك !!
- أعضاء الحزب الداخلي و الذي يتكون من 2% من مجمل السكان.
- أعضاء الحزب الخارجي.
- و الباقي يُعتبرون من طبقة البروليتاريا، الطبقة العاملة الكادحة و التي ليس لها قيمة في الحياة و تمثل 85% من السكان.
و من أهم المعلومات التي ساقها الكاتب في الرواية، أنه افترض أن العالم الحالي تحكمه ثلاثة قوى، و الحرب قائمة بينهما دائماً و وَجدت هذه الخريطة التي تشرح تَصوُر الكاتب في أحد المواقع أيضا:



تدور أحداث القصة في دولة أوقيانيا و انظر إلى ضخامة مساحتها الجغرافية الموضحة على الخريطة باللون الوردي، و باقي الدول التي هي جزء من القصة موضحة بألوان مختلفة حيث تدور بينهم حرب طاحنة ممتدة لا هدف لها إلا بسط النفوذ و توسعة رقعة الدولة.

من المفارقات التي يمكن الإشارة إليها و أنا أقرأ تلك الرواية، أحسست بأن الرواية ليست صعبة أن تُترجم إلى فيلم سينمائي، و بينما أكتب هذه الكلمات التي تقرؤونها، بحثت في موقع اليوتيوب عن إمكانية وجود مثل هذا الفيلم فإذا بي أجده فعلا !!



لمزيد من المعلومات عن الفيلم



أنصح بقراءتها و سأشاهد الفيلم حتماً !


9 comments:

Unknown said...

شدني موضوع الرواية كثيراً ..

وأسلوبك مشوق في الطرح ..

ياني إحساس يقولي .. هيا إلى جرير

يعطيك ألف عافية أخوي ..

Anonymous said...

جميـِل !

أضفـْتَ جديدًا إلى حصيلةالكـُتبْ التـِي ستُـقرأ في موطن بالاستبداد و السيْـطرةْ و تحديدا بين ضَواحيْ هتـلرْ ,
خلال هذا الصيـْف باذنِ الله

ananasah said...

كأنك شوقتني أن أقرأ الرواية :))
ما عليك أمر أنا حجزت دور أول ما تخلص ... كأنك ما تدري سلفها حق جارتك...طبعا بالتدوين :))
شكرا !!

esTeKaNa said...

صباح الخير
:)
أعاني من مشكلة
من كثر قراءتي لكتب بحجم المخده
وملفات الدوام التي تاخذ مساحة كل النهار
اجد نفسي غير قادره على قراءة رواية وانا التي كنت نهمه بقراءه الروايات
:(
ومع كل هذا
لا اخفيك ان اسلوب عرضك للروايه شجعني
خاصه ان السنه سنه مهمه عندي
:P~

Hadeel said...

تشجعت لاقتنائها
وسأقتنيها ان شاء الله

Anonymous said...

لطالما أعتبرت الرواية تذكرة سفر إلى عوالم وحضارات لم ولن تطأها قدمي
وأنا أدمنها منذ الطفولة
وروايتك هذه حار فيها القراء، فهم إما عشاق أو كارهون لها..,لن تجد أحداً في المنتصف أو في الحياد
فقد سمعت البعض يقول بأنها أفضل رواية كتبت في القرن العشرين
بينما آخرون يكروهنها ويعتبرونها عملا ساذجا مملا
والغريب أنني من الصنف الذي لم يستمتع بها
على الأطلاق
ولولا أختلاف الأذواق لبارت السلع في الأسواق
ملاحظة: بدأت أسترجع ملاحظات القراء عليها، ويبدو ان المهتمين بالشأن السياسي هم أكثر عشاق الرواية

Anonymous said...

لطالما أعتبرت الرواية تذكرة سفر إلى عوالم وحضارات لم ولن تطأها قدمي
وأنا أدمنها منذ الطفولة
وروايتك هذه حار فيها القراء، فهم إما عشاق أو كارهون لها..,لن تجد أحداً في المنتصف أو في الحياد
فقد سمعت البعض يقول بأنها أفضل رواية كتبت في القرن العشرين
بينما آخرون يكروهنها ويعتبرونها عملا ساذجا مملا
والغريب أنني من الصنف الذي لم يستمتع بها
على الأطلاق
ولولا أختلاف الأذواق لبارت السلع في الأسواق
ملاحظة: بدأت أسترجع ملاحظات القراء عليها، ويبدو ان المهتمين بالشأن السياسي هم أكثر عشاق الرواية

SAJA.S said...

السلام عليكم
والله اختي قالت لي عنها .. بس قالت لي حلوه .. وانصحتني اقراها .. ان شاء الله راح احطها بلسته اللي عندي
:)

إيلاف said...

أجمل ما في الروايات أنها تلقي بك في عالمٍ مُغاير , فلا تدرك هل أنت مازلت في عالمك وزمانك , أم انتقلت لعالم وزمان الرواية !

بالاضافة للمعلومات التي تكتسبها بطريقة ممتعة