عند نقاشي مع بعض الزملاء في الدورة أثناء الاستراحة، يتبين لي أن البعض قد خاب ظنه بمحتوى الدورة و خصوصا أيام الدكتور زهير المزيدي، حيث أن الدورة مدتها 4 أيام مقسمة على الدكتورين بالتساوي، البعض يقول أنه شارك من أجل الدكتور جاسم المطوع لأن محاور أيامه تختلف عن المحاور التي قدمها الدكتور المزيدي في يوميه، و قد أكد لي أحد الأصدقاء أن هدفه من هذه الدورة تعلم كتابة السيناريو و إعداد البرا مج غير أن الدكتور المزيدي ركز على جوانب أخرى أكثر من ذلك لأن محاوره مختلفة لكنها في نفس الوقت مكملة و ضرورية و لكن من الصعب أحيانا إرضاء جميع الأذواق و هذا ما لاحظته من كلامه.
لأكون صريحا معكم .. لم يكن يدور في خُلدي هدف شبيه بأهداف الزملاء - الظهور الإعلامي عن طريق برنامج تلفزيوني خاص - بينما كنت أفكر فقط بكيفية ربط موهبة التصوير الفوتوغرافي - بخيط واحد مع الإعلام و أخذ فكرة أو نبذة عن الإعداد البرامجي و كتابة السيناريوهات لا أكثر و لا أقل .. بمعنى آخر .. حافظت على سقف توقعات منخفض لكي لا أصاب بداء الاحباط كما أُصيب به بعض الزملاء الذين توقعوا المستوى الضمني للدورة "واااااااااااو" و أتوقع أن آمالهم - إن كان سقف توقعاتهم يناطح السحاب - قد انسحقت تحت وطئة هذه الحماسة الزائدة.
أرجو أن لا يُفهم كلامي بأنه انتقاص من دور المحاضرين الفاضلَين، لكن كنت أريد إيصال رسالة للبعض مضمونها مراعاة الزمان والمكان المرتبطَين بدورة كهذه و أنه من غير المعقول توقع اتقان اللعبة الإعلامية بدورة مدتها 4 أيام في حين أن كتابة السيناريوهات و إعداد البرامج تُدَرس في جامعات و معاهد خاصة على فترات طويلة و كورسات و قليل من يتميز بعد حصوله على شهادة معتمدة.
في واقع أشمل و أوسع من جو دورة تدريبية في قاعة صغيرة في أحد الفنادق، نأتي إلى جو الانتخابات الذي ألقى بظلاله على البلاد منذ أن حل سمو الأمير مجلس الأمة قبل أيام، ، فنلاحظ بأن تفكير الناخبين يختلف باختلاف توجهاتهم و أعمارهم و أصولهم و حتى دوائرهم الانتخابية، وعليه يعتمد ارتفاع أو انخفاض سقف توقعات الناخبين و بالتالي سيؤثر على نفسياتهم سلبا أو إيجابا - تناسب طردي- بأداء المرشح الذي سيحالفه الحظ في الانتخابات البرلمانية.
أود أن أختم برأيي المتواضع في هذه المسألة، و حيث أني جربت هذه المعادلة في دورة تدريبية فمن الممكن أن أجربها على واقعنا الانتخابي و قد يستفيد منها الناخبين و تكون هي المصل الواقي من الاحباط الذي يعيشه معظم الشعب بسبب الواقع السياسي المتأزم، و خلاصة القول يمكن إيجازها بضرورة الابقاء على سقف توقعات منخفض جدا - كما هو موضح بالشكل الذي طرأ على بالي للتو - و بالتالي لن يفاجأ و يُحبط الناخب من أداء المجلس ما دام قد رسم خط توقعاته المنخفض بيده و سيستمر الناخب بالعيش مرتاح البال لأنه لم يكن يتوقع شيئا يذكر من المجلس.

و في حالة صعود الأداء البرلماني - في الشكل التالي - بسبب أو بآخر و تعدى هذا الأداء سقف التوقعات المنخفض للناخب و لو بشعرة - بالمشمش- ، ستتحول نفسية الناخب تلقائيا إلى الاطمئنان و السرور و لشاهدت الجموع تنزل الشوارع تهتف للنواب و تصفق لهم !!

لكي لا أجحف حق الدكتورين الفاضلين مقدمي دورة الظهور الإعلامي المتميز، فإن الشكل البياني الذي ينطبق على حالتي هو الشكل الثاني مع المحافظة على سقف توقعات عند 50% تقريبا.